إيضاح المسالك

إن كتاب ايضاح المسالك إلى قواعد الإمام أبي عبد الله مالك للإمام أحمد بن يحيى الونشريسي المالكي الذي جمع فيه ملخصا في الفقه في ظل قواعد فقهية ربط بها الفروع والأصول، فكان درة من درر العلم والمعرفة الفقهية التي ساهمت بها مساهمة عالية في فهم مذهب الإمام مالك وقد اشتمل هذا الكتاب على ألفي مسأله فهي منطوية تحت هذه القواعد مع تذييل كل قاعدة بيتنبيه لبيان رأي أو محاورة او عرض آراء الفقهاء.
لقد تناول الإمام الونشريسي في كتابه ايضاح المسالك الفروع الفقهية التي غطت كامل الابواب الفقهية، التي لم تكن مرتبة على أبواب الفقه، مما صعب البحث في مسائله على كثير من إخواننا الفقهاء الذين أعرضوا عن شرحه، لصعوبة أسلوبه ودقة ألفاظه، وهو ما يعبر عن قدرته العلمية، ومكانته الفقهيه، وإمامته في الاجتهاد في المذهب، إذ لا ينبغي لأحد من فقهاء المذهب أن يقلل من شأن هذا الكتاب لسبب او لآخر.
يمتاز هذا الكتاب بالقواعد التي صيغت بأسلوب الإستفهام والتقرير والتخيير، لأجل بيان الحكم المعتمد في المذهب والمرجح عن غيره، أو يكون دلالة على عدم الترجيح بين الحكمين، و جواز الأخذ بأحدهما أو الإضراب عن الحكم الأول لأجل الثاني.
والحقيقة أن هذا الأسلوب قد تميزه به الامام الونشريسي في الايضاح الذي لم يسبقه اليه أحد، وهو ما جعل العلماء في المذهب و في المذاهب الأخرى يجلونه وينزلونه منزلته العلمية ذات القدر الرفيع، فهو كتاب قد من الله عز وجل علي بشرحه، وتفضل بأن اختارني من بين سائر خلقه لصحبة القواعد بالبيان والتوضيح.
نبذة الناشر:
القواعد الفقهية : هي “الأحكام الكلية التي ينطبق عليها جميع جزئياتها لتعرف احكامها منها ” أو هي: صورة كلية، تضم عددا من الصور الجزئية، التي تدخل تحت موضوعها.
يشتمل على مائة وأربعة وعشرين قاعدة فقهية، اشتملت في مجموعها على ما يزيد على ألف مسألة فقهية مطبقة على تلك القواعد، و بعد أن ينتهي المؤلف من ذكر القاعدة وتطبيقاتها كثيراً ما يذيلها بذكر تنبيه يحمل اعتراضا، او مناقشة لبعض أقوال العلماء التي مرت في القاعدة، وربما ذكر المؤلف بعض الحكايات المفيدة ذات صلة بالموضوع، التي جرت في المذاكرة بين العلماء وقد تناول ثلاثة أنواع من القواعد الفقهية :
1- قواعد عامة متفق عليها بين العلماء.
2- قواعد عامة غير متفق عليها بين العلماء.
3- قواعد خاصة (ضوابط) مختلف عليها بين الفقهاء.