لما حثَّ سبحانه وتعالى على التفقُّه في الدِّين بقوله الحكيم: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ *} فقد بُذِلَتْ الأنفس لتعلُّمه وتعليمه، واجتهد في ذلك الكثير ليكون الباذلُ منهم مندرجاً تحت قوله : «مَنْ يُرِد اللهُ به خيراً يُفقِّهه في الدِّين» رواه البخاري (71) لأنَّه ميراث الأنبياء والمرسلين ومسلكٌ لمرضاة رب العالمين ليصل به لأَعلى الدَّرجات في عليين؛ لأنَّ به يصير الإنسان عالماً بأمور دينه من العبادات، والمعاملات، والمناكحات، والمواريث، والحلال والحرام، فكان خيرَ علمٍ.
ولقد صنَّف كثيرٌ من العلماء الذين هم ورثة الأنبياء كتباً وموسوعاتٍ في الفقه، فكان من هؤلاء الورثة العلاَّمة «محمد علاء الدِّين عابدين» _ح صاحب هذا السِّفر العظيم، الصغير الحجم الغزير العلم، فقد جمع فيه أحكام الطَّهارة والعبادات من صلاة وصوم وزكاة وحج، وما يجب على المسلم تعلُّمه من علم التوحيد والعقائد، ليقف المسلم أمام ما يجب عليه نحو دينه وربِّه فما رأيت أحداً من المؤلفين رحمهم الله قد سبقه إلى ذلك، وقد قال عنه في مقدمته ص (11): فهذه رسالة فيما يضطر إليه المبتدئ من مباحث العبادة وسميتها بـ: «الهدية العلائية لتلاميذ المكاتب الابتدائية» .
وقد قام بعض الفضلاء من السَّادة العلماء بتحقيقه والتعليق عليه بما رآه مناسباً لفقهه وعلمه، وقد كانت أفضل تلك التعليقات وأشهرها تعليقات سيدي الشيخ العلاَّمة «محمد سعيد البرهاني» تغمده الله بواسع رحمته؛ إلا أنَّ الكتاب لزَخَمه بالعلم ظلَّ مفتقراً للشَّرح والأدلة لمن كان مثلي في قِصَرِ فهمه وقلَّة علمه، ولقد مَنَّ الله عليَّ بتحقيقه والتعليق عليه، بما يكون كالشرح له مع وضع أدلة لمسائله من الكتاب والسُّنَّة، ليكون تلقيه سهل المنال، وقد سمَّيته: «الدرر البهيَّة شرح وأدلة الهدية العلائية» راجياً من المولى القَبول وأسأله الرضا والمغفرة في الحال والمآل.
وفي الختام: أسأله تعالى التَّوفيق والإكرام والنَّفع به على الدوام، وأن يغفر لنا ولوالدينا ولذريتنا ولمَنْ له حقٌّ علينا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على سيِّدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ISBN | |
---|---|
المؤلف | محمد علاء الدين بن محمد أمين عابدين الدمشقي الحنفي |
المحقق | |
تصنیف رئیسي | الديانات |
تصنیف فرعي | الفقه الإسلامي |
تاریخ النشر | |
رقم الطبعة | الأولى |
القیاس | 17×24 |
عدد الصفحات | 720 |
نوع الغلاف | بيز فني |
عدد الاجزاء | 1 |
الناشر |